قصة ملكة الجبال
لكنّ الجارية لم تجب ،واسرعت بالإختفاء في الظلام ،أخذ الأمير الوليد عودا مشتعلا من النار، وجرى ورائها ،لكن المغارة كانت عميقة و تتفرّع في عدة إتجاهات ،بعد قليل لم يعد يرى البنت وغاب صوت أقدامها على الصخر .
وقف قليلا لعله يسمع صوتا ،لكن لا شيئ سوى الصمت . وحاول الرجوع لكن لم يعرف الطريق الذي أتى منه، وإكتشف أنّه في متاهة ،وقريبا سينطفئ العود ويضيع في ظلام دامس ،بدأ بالصّراخ : يا عبد الرحمان … ياعبد
الرحمان .. كان العبد نائما ،سمع الصوت، وخيّل له أنه يحلم ،فتح عينيه ونظر إلى فراش الأمير لكنه وجده خاليا ،وقف وإلتفت حوله ،وقال : أين أنت يا سيدي ؟ إني لا أراك ، أصاخ بسمعه ،وجاءه صوت مكتوم من داخل المغارة ،لم يعد هناك مجال للشك ،لقد ضاع الأمير داخل المغارة الواسعة ،أخذ مشعلا ،وجرى بسرعة ،كان يأمل أن لا تنطفئ النّار التي مع الأمير ، في هذه الحالة يمكن رؤيته من بعيد .
عندما وصل إلى آخر الممرّ وجد أنّه يتفرع إلى طريقين متجاورين ،ومن المستحيل معرفة أين إتّجه الأمير، لكنّ عبد الرّحمان كان صيّادا، وتعلّم أن يتعقب فريسته ،وقف في الطريق الأوّل ،وشمّ الهواء ،لكن لم يحسّ بشيئ ،لكن في الثاني كانت هناك رائحة الحطب المحترق، جرى بسرعة، وبعد قليل رأى رمادا على الأرض، تأكّد أنه في الطريق الصّحيح ،وزاده ذلك عزما .
في منتصف الطريق صاح الأمير ،وهذه المرة كان الصّوت أكثر وضوحا ،صرخ عبد الرّحمان : إبق في مكانك ولا تتحرك .أصبح الممر يزيد ضيقا ،وفي الأخير وصل إلى بهو واسع مليئ بالأعمدة التي تنزل من السّقف ،و إلتحم بعضها بالأرض عبر آلاف السنين مكوّنة أعمدة ضخمة ،وعلى الجدران الصخرية كانت هناك أنفاق كثيرة ضيقة
تتوغّل داخل الجبل ،صرخ عبد الرحمان: أنا هنا هل تسمعني يا سيدي ؟ أجاب الأمير :نعم ،سأل العبد : هل معك نار؟ أجاب الأمير: لقد إنطفأ العود، لكن بقي الجمر . قال عبد الرحمان في نفسه :عندما كنّا نصيد الأرانب ،كنّا نميزها من صوتها ،لقد تعلّمت أن أتبع الأصوات، لكن ذلك ليس مفيدا في المغاور، الصّدى يجعل الصّوت يتردّد من كل مكان ، لي بضعة دقائق قبل أن تتحوّل الجمرة إلى فحم .
كان عليه أن يختار بسرعة أحد الأنفاق ،وقال في نفسه : حدسي يخبرني أن آخذ إتجاه الشرق،دخل عبد الرّحمان من فتحة في الصّخر تشبه الباب وجرى ،وفي النهاية رأى شيئا يتوهّج لقد وجد أخيرا الأمير،حمد الله لو أنّه أخطأ واتّجه إلى ناحية الأخرى، لأصبح من العسير العثور عليه دون ضوء …………………….تتمة القصة أضغط على الرقم 10 في السطر التالي 👇👇👇