قصة ملكة الجبال
قصة ملكة الجبال
يحكى أنّ أحد سلاطين الشّام واسمه مؤيّد الدّين لم يرزق في حياته إلا البنات، واحتار في أمره .وذات يوم خرج مع وزيره متنكرين يتفقدان أحوال الرعية ،فأوقفته غجرية، وقالت هات كفّك أقرأ لك طالعك ،نهرها الوزير، لكن
السّلطان مدّ لها يده وقال ضاحكا: لا بأس أنظري ما يخفيه لي القدر لعلّ إمرأتى ترزق يوما بمولود ذكر،قالت : الخط في آخر كفّك كموجة تعلو البحر ،ثم يخف إندفاعها ،وتضمحل عند بلوغها الشّاطئ ،قال وماذا يعني ذلك ؟ تردّدت قليلا ،ثم قالت : سترزق مولودا ذكرا من جارية يقع في حبّها قلبك .. وستموت على يد من تثق فيه نفسك.. و ينتهي الملك في نسلك .. لكن في الجبل …
قاطعها الوزير و رمى إليها درهما ،وقال إنصرفي أيّتها المشعوذة.. ما هذا إلا سجع تحفظينه ،وليس له معنى . لقد كدّرت خاطر رفيقى ، قالت :الغجرية كان بإمكاني الكذب ،وقول شيئ تنبسط له نفسه ،لكن ولدت بهذه القدرة على كشف المستور ،اليوم وجدتني لكن غدا ستفقدني ،فنحن معشر الغجر لا نبقى في مكان واحد ونذهب حيث تقودنا خيولنا ..
أتمّت كلامها ثم إنصرفت ،والملك مندهش ممّا رأى و سمع ،ندم على أنّه لم يسمعها إلى الآخر ،حاول اللحاق بها لكنها إختفت في الزّحام ،وغابت عن الأنظار . عندما رجعا للقصر لاحظ الوزير شرود الملك ،وإنشغاله بقول العرّافة فصفّق للحاجب وقال أحضر الشراب و القيان ،فسيّدك مكتئب ،وبحاجة أن يروّح عن نفسه . أحنى الحاجب رأسه، و قال : سمعا وطاعة ..
ماهي إلا ساعة حتى أحضر العبيد أصناف الطّيور المشوية التي تقطر زبدة وسمنا ،ومعها جرار الخمر، والنبيذ ،وسلال العنب والتفاح . عنّت القيان أعذب الألحان ،ورقصت الجواري على أنغام العود والدفّ ،فطرب السلطان ،وسقته صبية رومية شقراء القدح بعد الآخر ،فعادت إليه روحه ،وضحك ،ونسى النّبوءة الغريبة
……………………..تتمة القصة أضغط على الرقم 2 في السطر التالي 👇👇👇