قصة ملكة الجبال
كان الغلام يستمع إليه بإستغراب وسأله :ماذا أفعل إذا وقعنا على هؤلاء القوم من الجنّ، أجاب العبد: نهرب بسرعة ،ويقال أنّ سهامهم لا تخطئ أبدا المرمى.أمّا الآن سأعدّ فراشك لقد أحضرت لك أغطية من الصوف لتنام
عليها ،الفراش ليس وثيرا كالقصر، لكنّك ستنتهي بالتعود عليه، سأنقل كل ما حملناه على ظهر البغل الى هنا ،وسأطلقه ،سنبحث عنه إذا إحتجنا إليه ،يجب أن لا نترك أي شيئ يدلّ علينا ،فلن يتأخّر مماليك ناصر في القدوم إلينا ،فكلّ الهاربين يأتون إلى هنا للإختفاء .
وضع الأمير رأسه على جراب من جلد لم يكن مستريحا في فراشه الخشن ،قال في نفسه لا بد أن أتعود على هذه الحياة،وأنسى نعومة القصر.كان الهواء عليلا برائحة الأعشاب البرّية ،فملأ رئتيه من هذا الهواء المنعش
،وتمنى لو كانت أمّه معه ،وتساءل أين أنت يا أماّه ؟ كم أشتاقك في هذا الوقت ،لكنه كان متعبا ،ولم يلبث أن نام ملئ جفنيه،كان العبد يحرسه وأشعل نارا ،فهو يعرف أنّ الجو في المغاور يكون باردا في الليل ،ولم يكن لهما غطاء كاف اليوم ،لكنه سيتدبر الأمر غدا، فلقد أعطاه مؤيد الدّين صرة من الذهب والأحجار الكريمة ،نام العبد بعد قليل بعد أن وضع كومة حطب كبيرة على النار..
بعد قليل إستيقظ الأمير،فقد خيّل إليه أنه يسمع صوتا بقربه ،نظر لعبد الرّحمان فوجده نائما ،قال في نفسه لا بدّ أنّه أرنب برّي ،فلقد كان الصّوت خافتا ،رجع لنومه وإذا بحصاة تسقط فوق وجهه ،وقف ونظر حوله، فرأى على ضوء
النّار جارية باهرة الجمال لها نفس عمره، تحملق فيه بعيونها الواسعة ،همس لها من أنت ؟ وكيف وصلت إلى هنا ؟ ……………………….تتمة القصة أضغط على الرقم 9 في السطر التالي 👇👇👇