قصة ملكة الجبال
كان الصّعود شاقّا في المسارب الضّيقة ،ثم وصلوا إلى غابة واسعة تتخللها تلال صخرية مرتفعة واصلوا التّقدم فرأوا خرائب وبيوت منحوتة في الصّخر ،سأل الأمير للعبد: يبدو أنك تعرف هذا الجبل جيّدا ؟ أجابه: في صغري كنت آتي إلى هنا مع أبي وإخوتي لصيد الأرانب البرية ،رفع الغلام حاجبيه في دهشة،وقال: لا شك أن ذلك أمر مسلّ
،لكن أين أبوك، وإخوتك الآن يا عبد الرحمان؟ أجاب وهو يحاول إخفاء دمعة نزلت على خدّه : لقد هاجمنا قطاع الطرق وقتلوهم ،لكنهم أشفقوا عليّ لصغر سنّي ،وباعوني في سوق الرّقيق بدمشق .
وذات يوم جاء قيّم القصر واشتراني مع صبية آخرين،وربّانا السّلطان مؤيّد الدّين كأبنائه،وعلّمنا القراءة ،والكتابة ،والقتال ،وأصبحنا من حراسه المخلصين،وهو سيّدنا الذي أقسمنا بدمائنا على خدمته وطاعته .تأثّر الأمير لهذه
الحكاية ،وقال له :إسمع يا عبد الرّحمان ،أعدك أن أجد من قتل أهلك وسبّب أحزانك ،أجاب :لا تشغل بالك،فهذا قضاء الله وقدره ،ومضارب قبيلتي لا تبعد كثيرا على الجبل ،وكان أبي أحد أشرافهم ،لهذا السّبب إختارني مولاي لمرافقتك،فهو يعلم أنّ قومي أهل شجاعة ومروءة .
وجدوا عين ماء صغيرة ،فقال العبد، سنرتاح قليلا أخذ جرابا، وأخرج منه خبزا وزيتا و زيتونا ،وقال للأمير : يجب أن تتعوّد على شظف العيش ،وتدبير حالك فالله وحده يعلم كم من الوقت سنبقى هنا ،وأخشى أن تطول الأيام
،فمماليك ناصر بن زيد موجودون بكثرة في شوارع دمشق ،ويبدو أنّه أحكم أمره،واستمال قادة الجند إلى صفّه ،فلم يتحرك أحد لمنعه ……………………..تتمة القصة أضغط على الرقم 7 في السطر التالي 👇👇👇