قصة ملكة الجبال
إقترب منها وقبّل جبينها ،لقد كانت رائحتها عطرة ،قال لها ما أطيب هذا العطر ،قالت: إنّه دهان مصنوع من الياسمين والمسك .سألته هل تعرف لماذا أستعمله ؟ ردّ: لتكون رائحتك جميلة، ضحكت بسعادة و قالت : لا
،قال: إذن أخبريني ،أجابت ليساعدني على تحمّل الوحم ، أبشر يا مولاي حبيبتك مريم تنتظر مولودا .إندهش الملك ،وقال : سأتصدّق إذن بمائة ألف دينار للفقراء والمساكين ،هذا يوم سعد لكلّ المملكة ..
قال في نفسه عليّ أن لا أكون واهما، لقد صدقت بداية النّبوءة ، ولو أنجبت الجارية ذكرا ،فسأجمع كل المنجّمين ،يجب أن أعرف من يكيد لي ،لا شكّ أنّ عدم تسمية وليّ للعهد أدّى للطمع في العرش … و من شأن مولد غلام الآن جعلنا كلنا في خطر :أنا ،و مريم، و هو…
بعد أشهر جاء الجارية المخاض فولدت مولودا بهي الطلعة وفرح به أبوه فرحا لا يوصف ،وأقام الولائم ،ونادى المنادي في الأسواق أنّ الشّام لها الآن وليّ عهدها الأمير الوليد بن مؤيّد الدّين الدّمشقي ،وبايع النّاس على الطاعة للأمير .
كان لمؤيد الدّين أخ أكبر منه إسمه زيد ،لكنه كان سيّئ الطبع عديم الرحمة،ولذلك حرمه أبوه السلطان من الملك، ومنحه إمارة حمص ،لكن لم يغفر لأبيه هذه الإهانة ،وصمّم على الثأر لنفسه .عندما رأى زيد أنّ أخاه لم يخلّف ذكرا، وجد الفرصة سانحة ،فتنازل للإمارة لإبنه ناصر ،و حشد الدّعم له سرّا ،فإشترى مئات المماليك
،ودرّبهم على القتال ،وكان الأمير ناصر بن زيد فارسا مغوارا لكنه لئيم ومخادع . قال في نفسه لقد إقترب الوقت الذي سيزحف على دمشق، ويأخذ حقّه بسيفه ..
طار خبر مولد غلام للسلطان في أرجاء الشام ،ووصل إلى زيد في حمص فإنزعج كثيرا، وراسل أمراء حماة ،والرّقة ،ووعدهم بضمّ أراضي جديدة لإماراتهم إن وقفوا في صفّه ،و عاهده بعض القادة في الجيش بخذلان السّلطان إذا
إقترب من دمشق .وإنضمّ له كثير من الأعيان الذين جرّدهم مؤيّد الدّين من ممتلكاتهم التي جمعوها دون وجه حقّ …………………….تتمة القصة أضغط على الرقم 4 في السطر التالي 👇👇👇