close

قصة ملكة الجبال

أمّا نور الشّمس فوقفت تتفرّج ،على الفرسان الذين يتجمّعون ،وقالت سينشغل القوم ،وأنا سأحاول أن أعرف أين سجنوا أب وأم الأمير الوليد ومن معهم من أعوان ،ولذلك سأتنكّر في لباس أحد الحرس ،فذهبت إلى أين يغسلون الثّياب ويجفّفونها .

إختارت ما يناسبها ،ثمّ خرجت ،وقد لفّت عمامة على رأسها وتلثّمت ،ثمّ سألت خادما صغيرا يحمل سلّة ضخمة عن سراديب القصر ،فتعجّب ،وقال: كيف لا تعرفها و،أنت من الحرس ؟ ردّت عليه بصوت خشن : لا زلت جديدا يا غلام !!! ،فأشار إلى البرج الشّمالي ،وقال: المدخل هناك ،وأنا من يحمل طعام السّجناء في هذه السلة كل يوم !!! قالت :ما رأيك أن أخفّف عنك حملك ؟ أجابها :هذا لطف منك، فلقد كسرت أضلاعي ،ورغم أني شكوت للطباخ من ثقلها إلا أنه لم يرحمني !!!

نزلت الجارية مع الغلام في السّراديب وكان الجنود يجرون بالأسلحة والدّروع ،ولم يسألها أحد حتى وصلت إلى قبو تفوح منه رائحة العفونة، وضعوا في أحد أقسامه النساء والأطفال، وفي الآخر الرّجال ،ولم يكن في السّلة إلاّ الخبز وحزمة من الفجل والخسّ .رأت الجارية النّحول الشّديد على وجه المساجين ،وقالت في نفسها : إن لم أفعل شيئا سيموتون من الجوع والأمراض ،ثم إقتربت من أحد الشّيوخ ،وسألته أين الملك مؤيد الدّين؟ ،فأشار إلى رجل مكوّم على نفسه قد طالت لحيته ،فسرّت بأنه لا يزال حّيا .ولما خرجت الجارية أعطت الغلام صرّة دراهم، وقالت له: إذا اردت أن تربح واحدة أخرى إنتظرني غدا صباحا قرب المطبخ ،لا تنس ذلك ،وإلا ضاع منك المال ،أجابها :لا تقلقي سأفعل ما تريدين .
ذهبت الجارية إلى يزيد ،وقالت له لقد مررت بكلاب الصيد ،ورأيت أنها لا تأكل جيدا ،وإذا أذن لي مولاي إهتممت بطعامها ،فلا أحب أن يشتكي من في حمايتك من الجوع !!! إبتسم لها ،وقال: وهل هناك أحسن من جارية رقيقة لإعطائهم الشّهية ؟ سآمر طباخ القصر ليكثر من اللحم لتأكل الكلاب حتى تشبع . في الصّباح أخذت أرغفة ،ودسّت فيها اللحم ثمّ وضعتها في سلة كبيرة مع الفجل والخس والبصل. ولمّا جاء الولد غافلته، وأعطته سلّتها ،أما الأخرى فأخفتها ،حين رفع السّلة إشتكى لها ،وقال: إنّها أثقل من المعتاد ،فلوّحت له بصّرة الدراهم ،فضحك، وقال :سأحملها مادامت دراهمك تدفئ جيبي …………………….تتمة القصة أضغط على الرقم 19 في السطر التالي 👇👇👇

 

أخذ السّلطان مؤيد الدين رغيفه ، فوجد داخله لحما ،فإستغرب ،وقال: لا أعتقد أنّه كرم من أخي يزيد !!! ربم أخطأ أحدهم ،لكننا سنأكل، فأكثرنا مرضى ،ونعاني من الجوع ،لكن في الأيّام الموالية لم ينقطع اللحم ،وأصبح مؤيد الدين متأكدا أنّ هناك من يريد مساعدتهم ،وتسائل من يا ترى ؟

مقالات ذات صلة

أمّا ناصر فذهب مع مماليكه إلى منابع وادي بردي الذي يسقي دمشق ،وقال لمماليكه سنقطع عنهم الماء ،فإذا جاء أبي في فرسانه نصبنا لهم كمينا وقبضنا عليه،أيعاديني من أجل جارية ،وعنده العشرات من الجواري والقيان ؟ تبا له من لئيم !!! حين سمع يزيد بقطع الماء حذّره وزراءه أنّ الأمر حيلة من إبنه .لكن الحرّ كان شديدا ،وعطش الناس ، وجفّت النباتات ،وفي النهاية قال : سأذهب وأقبض عليه ،لكي لا يقال أنّه ينقصني الحزم ،ولم يبق في القصر بعد خروج يزيد سوى قلّة من الحرس .

قالت الجارية :الآن سأرسل الحمامة للأمير الوليد ،وأختي بهاء القمر لتستعدّ للحرب ،وسأنقذ السّلطان مؤيّد الدّين وجماعته ،ونستولي على القصر ،فإذا حدث ذلك ،ثار النّاس على يزيد ،وإقتحموا السّجون والقلاع ،فلقد تفنّن في إذلالهم، وسلبهم أموالهم .ولو سارت الأمور كما أريد لسقطت دمشق في يومين …………………….تتمة القصة أضغط على الرقم 20 في السطر التالي 👇👇👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
error: Content is protected !!