قصة ملكة الجبال
في الغد تنكّر عبد الرّحمان في زي التّجار ،وركب عربة ووضع فيها نور الشمس، ومعها فتاة أخرى ،وإنطلق إلى دمشق ،وكلما أوقفه الجنود أعطاهم صرة من المال ،وتركوه يمرّ دون أسئلة ،في الطريق كان يرى الخوف مخيّما
على المدينة، فقد كان رجال يزيد ومماليكه يأخذون ما يعجبهم ،ويأكلون دون أن يدفعوا درهما ،ومن يتكلّم يضربونه بشدة ،،قال العبد في نفسه :هذا جيّد ،فالنّاس تكره يزيد ،وسيثورون ضدّه في أوّل فرصة . لمّا وصل لسوق
الرّقيق عرض الفتاتين للبيع ،وقال :إنهما تحسنان الغناء والعزف،فإنبهر الحاضرون بجمالهما ،وتزاحموا لشرائهما ،حتى وصل ثمنهما إلى آلاف الدنانير ،للكن ذلك لم يرضيه
ومضى اليوم دون أن يأتي قيم القصر ،في الغد ،زاد ثمن الفتاتين في الإرتفاع ولم يبق سوى قلّة من الأشراف يتنافسون على شرائهما ،وفجأة مرّ يزيد في خيله ،وسمع الصيحات، فإقترب من الحلقة ،ورأى نور الشّمس ،فأعجب بها أيّما إعجاب ،وسألها ما إسمك يا صبيّة ؟ أجابت : إسمي نرجس، وأنا في خدمة مولاي !!! قال له عبد الرحمان : سأجعلها لك بنصف ثمنها ،ضحك يزيد وردّ : ستعطيها لي هدية ،أليس كذلك ؟
تمتم العبد: نعم ..نعم ،ثم قبّل يد السّلطان، ودعى له بطول العمر ،فنزع خاتمه ،ورماه له ،وقال : يمكنك التنقل بحرية في مملكتي ،ولن تدفع أتاوة على أرباحك !!!والآن عد إلى عملك ،إنتظر العبد قليلا حتى إنصرف يزيد ثم ثم
ركب عربته مع الصبية الثانية ودارفي المدينة ،وكلما رأى المماليك خاتم يزيد تركوه يمرّ ،وفي النهاية رأى كل شيئ وعرف أين يتجمّع هؤلاء ،وأماكن إنتشارهم ،ثم رجع ،وأوقف العربة في مكان بعيد تحت الأشجار،وبقي إلى حلول الظلام ،ثم تسلل إلى الجبل ،وهو يلتفت حوله، محاذرا أن يراه أحد ،وتفسد الخطّة .
وجد الأمير الوليد في إنتظاره ،وقبل أن يفتح فمه ،سأله بلهفة :كيف حال نور الشمس ؟ هل هي بخير ؟ فأجابه :لم تتركني حتّى أسلم عليك ،يبدو أنّك غارق في غرامها ،وهي أيضا لم تتوقف عن السؤال عنك حتى أوجعت رأسي ،يا لكم من شقيّين !!! ضحك الأمير ،وسأله : وأنت ماذا فعلت مع الصبية الثانية ؟ لا تنكر أنها جميلة
،أليس كذلك ؟ قال عبد الرحمان :لم يفتني ذلك ولكني كنت منشغلا بجمع الأخبار عن القوم ،ولقد تجولت في المدينة بكل حرية ،وما أحمله من أخبار سيعجبك ،قال الأمير: أحقا فعلت ذلك ؟ لكن كيف تركوك تعبر مناطقهم بهذه السّهولة ؟ رد عليه :سأرتاح قليلا ،وأخبرك بكل شيئ في وقته ………………………تتمة القصة أضغط على الرقم 15 في السطر التالي 👇👇👇