قصة ملكة الجبال
بعد أن فرغوا من الأكل، جاءت أقداح ماء الورد الباردة ومعها الحلوى واللوز وقالت الملكة: لقد كنّا نتّبعكم منذ أن دخلتما الجبل ،هل تعرفان ذلك؟ أجاب عبد الرّحمان: أنا صيّاد لذلك أحسّ بكل ما يدور حولي ،لقد كنت أعرف أنّ أحدا يراقبنا ،ولم أشأ إخبار الأمير لكي لا ينزعج ،ولا تنسون أنّ قبيلتي تسكن بجوار الجبل ،وهي تعرف الكثير
عنكم . قالت الملكة :إذن أنت من بني قيس ،هل تعرف الملك محمود سيد القوم ؟ قال العبد : إنه عميّ،ولقد قبض عليّ قطاع الطرق أنا وأخي، وباعونا في أسواق الرّقيق ،وقتلوا أبي. أجابت الملكة بحزن : هذا مؤسف ، فخطر هؤلاء قد إزداد، وأصبحوا يهاجمون كلّ شيئ يتحرك في البادية .
سأروي لكم حكايتنا، وأريد وعدا منكما أن يبقى الأمر سرّا بيننا ،وعداها بذلك ،فقالت إعلما أنّنا قوم من الأنباط، وهذا الشّعب ظل لغزا، ولا يعلم أحد من أين جاء على وجه اليقين ،إسمنا يعني أرض الذّهب
،وأصلنا من جنوب جزيرة العرب ،وكان النّاس هناك يطلقون علينا تسميات كثيرة، لأنّ شكلنا كان مختلفا عنهم ،وكنّا أثرياء نعيش وسط جبل مليئ بالذّهب ،لكن لم نكن نعلم أنّه بركان .وذات يوم ثار ،وإحترق كل من كان داخله في لمح البصر ،أمّا النّاجون فجمعوا أنفسهم ،ورحلوا .
بعد أشهر من التّرحال وصلوا إلى هنا ،وإكتشفوا منجما للذّهب في بطن هذا الجبل، فأعدنا بناء مدينتنا، وصارت أجمل ممّا كانت عليه . وظللنا قرونا على هذه الحال لا يقلقنا أحد ،لكنّ الجفاف دفع بعض القبائل إلى السّكن
بجوارنا وصيد فرائسنا ،وقطع أشجارنا ونحن لم نمانع ما داموا مسالمين ،لكن بعضها غرّه ما كان يلبسه شعبنا
من ذهب، فأصبحوا يقتلوننا ،ويخطفوننا لكي ندلّهم عن مكان الذهب وكان من يقع في أيديهم يفضّل الموت على البوح بسرّ الجبل. فطاردناهم، وقتلناهم ولم نترك سوى قبيلة قيس الذين ساعدونا في حربنا.
لهذا السّبب قرّرنا الإختفاء ،ونزع حليّنا عندما نغادر الجبل ،ومراقبة كل من يدخل ،وقتله إذا أحسسنا أنّه مؤذ لشعبنا . كان الأمير الوليد يستمع بإنتباه ،ثم قال : لقد رأيت بعض البدو هنا ،وأعتقد أنّ بينكم مصاهرة !!! تنهّدت
الملكة وقالت :لقد شاخ شعبنا ، بسبب طول عزلتنا، وتناقص أفراده ، ونصحنا حكمائنا بإدخال دماء جديدة عليه ،وكان بعض النّاجين من هجمات قطاع الطّرق يلجئ للجبل ،والكثير فقد أهله ، فنستضيفه عندنا ،ونزوّجه ، ويصبح منّا ،والأطفال الذين رأيتهم هم أبنائهم …………………….تتمة القصة أضغط على الرقم 13 في السطر التالي 👇👇👇
