قصة ملكة الجبال
قال عبد الرحمان للأمير : هل أنت بخير يا سيّدي ،لقد كان قلقي عليك كبيرا ،أجاب الوليد : أنا آسف، لم أسمع كلامك ،لكن تلك الجارية هي السّبب. سأل العبد بدهشة أي جارية ؟ قال: إستيقظت على صوت جارية صغيرة ،لقد رأيتها كانت بديعة الجمال بعيون فاتحة ،لم أر أجمل منها ،قال عبد الرحمان بفزع : إنها من الجنّ الذي
يسكنون الجبل ،ردّ الأمير : إنّها تشبهنا تماما، وقامت بنفس الحركات التي تقوم بها الجواري في سنّي لقد كانت طفلة شقيّة .
هزّ عبد الرّحمان رأسه ،وقال : لا يمكن أن يكون سكّان الجبل إنسا ،كيف تفسر أنّهم يختفون ،ولا يعرفهم أحد؟ قال الأمير : أنا واثق ممّا رأيته، ولا أعرف السّبب الذي جعل هؤلاء القوم يختفون عن الأنظار. على كلّ حال أنا أشعر بعطش شديد ،قال العبد : الماء وطعامنا ،وكلّ أغراضنا في مدخل المغارة ،ولا أعرف كيف أرجع فالممرّات متداخلة ،ومتشابهة ،والمشعل سينطفئ قريبا ،ونجد أنفسنا في ظلام دامس.
قال الأمير: أنا متأكّد أنّ أحد هذه الفتحات تقود إلى الخارج، فقد كانت الجارية أمامي عندما إختفت فجأة .سأله
أين شاهدتها قبل أن تختفي ؟ أجاب : في بهو الأعمدة ،قال عبد الرّحمان :هناك طريقان ناحية الغرب هما بعيدان وطريق نحو الشمال وهو أكثر قربا من هنا ،أتصوّر ان الجارية دخلت هناك ،وأنت أخطأت فدخلت الفتحة التي أبعد
قليلا إلى الشّرق ،سنلق نظرة ناحية الشّمال، لو كان كلامك صحيحا سنجد منفذا للخروج ونبحث عن مدخل المغارة .
رجعا إلى بهو الأعمدة، ودخلا من الفتحة الشّمالية، ومشيا في نفق طويل ضيّق ،بعد فترة من الزمن، قال عبد الرّحمان :أنظر إلى النّار إنها ترقص، هذا يعني أنّ هناك هواء يدخل من مكان ما . واصلا التّقدم، وأصبح الهواء أكثر
قوة، وأحسّا بالفرحة. وفي الأخير شاهدا من بعيد مدينة كبيرة منحوتة في الصّخر ،ومليئة بالنقوش الملوّنة، وفي الأعلى كان هناك شق كبير في الجبل يدخل منه ضوء الشّمس وهواء الغابة المنعش ،نظرا إلى المدينة بدهشة كانت فائقة الجمال فيها تماثيل ضخمة للآلهة وللحيوانات ،ووسطها نافورة ماء عذبة ،قال العبد: لقد وصلنا إلى
مدينة الجن وسط الجبل . فجأة سمعا صوتا ورائهما يقول :لا تتحركان سنأخذكما إلى قصر الملكة . وعندما إلتفتا ورائهما، شاهدا مجموعة من المحاربين يصوبون سهامهم نحوهم ،لقد كانوا بيض اللون مع عيون فاتحة كما تحدّثت عنهم الأساطير.
قال عبد الرّحمان: ماذا ستفعلون بنا ،أجاب سيدهم: الملكة هي التي ستقرر مصيركما ………………………تتمة القصة أضغط على الرقم 11 في السطر التالي 👇👇👇