من علامات الساعة أن تلد الأمة ربتها، فما معنى ذلك ؟
الأول: قال الخطابي: معناه اتساع الإسلام، واستيـ.ـلاء أهله على بلاد الشـ.ـرك وسبي ذراريهم، فإذا ملك الرجل الجار@ية واستولدها، كان الولد منها بمنزلة ربها لأنه ولد سيدها.
@الثاني: أن تبيع السادة أمهات أولادهم، ويكثر ذلك فيتداول الملاك المستولدة حتى يشتريها ولدها ولا يشعر بذلك، وعلى هذا فالذي يكون من أشراط الساعة، غلبة الجهل بتحر@يم بيع أمهات الأولاد، أو الاستهانة بالأحكام الشرعية.
@الثالث: وهو من نمط الذي قبله، قال النووي: لا يختص شراء الولد أمه بأمهات الأولاد، بل يتصور في غيرهن بأن تلد الأمة حرا من غير سيدها بوطء شبهة، أو رقيقا بنك@اح أو زنا، ثم تباع الأمة في الصورتين بيعا صحيحا، وتدور في الأيدي حتى يشت@ريها ابنها أو ابنتها.
الرابع: أن يكثر العقو@ق في الأولاد، فيعامل الولد أمه معاملة السيد أمته من الإها@نة بالسب والضر@ب والاستخ@دام. (1/ 123) فأطلق عليه ربها مجازا لذلك. أو المراد بالرب المربي فيكون حقيقة، وهذا أوجه الأوجه عندي لعمومه، ولأن المقام يدل على أن المراد حالة تكون مع كونها تدل على فس@اد الأحوال مست@غربة.
ومحصله الإشارة إلى أن الساعة يقرب قيامها عند انعكاس الأمور بحيث يصير المربي مربيا والسا،@فل عاليا، وهو مناسب لقوله في العلامة الأخرى: أن تصير الحفاة ملوك الأرض.