فطنة وذكاء القاضي العادل
قال القاضي: طلبت من المرأة أن تسكب الحبر في المحبرة، فقامت بتنظيف المحبرة ثم صبت الحبر فيها بسرعة وحنكة، فاتضح لي أنها تعودت على أن تفعل هذا الشيء، وأن هذا العمل ليس بغريب عليها، فلو كانت زوجة الفلاح ما استطاعت أن تقوم بهذه المهمة.
أما بالنسبة للنقود فقد عرفت صاحبها الحقيقي، حين وضعتها في كوب من الماء، وأمعنت النظر في الماء للتأكد من ظهور زيت على سطحه، فإذا كانت هذه النقود تخص بائع الزيت فلابد وأن تكون بها آثار من يد البائع، لكنه لم يظهر على سطح الماء أي أثر للزيت، ولذلك فالجزار على حق في دعواه.
أما موضوع الجواد فأنا حين أصحبتكما إلى إسطبل الخيل، فقد اقترب الحصان منك والتفت اليك حين اقتربت منه، وحينما لمسه الشحاذ بيده، تضايق الجواد ورفع رجله عن الأرض، وبذلك عرفت صاحب الجواد الحقيقي.
عندئذ كشف الوالي للقاضي حقيقة الأمر، وشكره وأثنى عليه كثيرا.