ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم الإبل خلقت من الجـ.ـن لا تصلوا في عطنها؟
وتابع «الأطرش»: «هذا نصًا قرآنيًا لا جدال فيه بأن كل دابة خلقت من ماء».
مَبارِك وأعطان الإبل
وبالعودة للحديث الشريف الذي ينهى عن الصلاة في أعطان الإبل، فقد ورد في تفسيره أنه قد علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحكامَ الصَّلاةِ،
وسُنَنَها وآدابَها، وكلَّ ما يَتعلَّقُ بكَيفيَّتِها، والأماكنِ الَّتي تَصِحُّ الصَّلاةُ فيها، أو لا تَصِحُّ.
ووفقا لتفسير الحديث: يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إنْ لم تَجِدوا»، أي: إنْ لم تَجِدوا مكانًا، «إلَّا مَرابضَ الغَنَمِ»، وهو مَأْوَى الغنَمِ، ومَوضِعُ إقامتِها ومَبيتِها
للاستراحةِ، «وأعطانَ الإبلِ»، وهو مَبْرَكُ ومكانُ نُزولِ الإبل حولَ الماءِ، والمعنى: مَن أرادَ الصَّلاةَ ولَم يَجِدْ إلَّا أماكنَ مَبيتِ ورَاحةِ الغَنَمِ أو الإبلِ، «فصَلُّوا في مَرابضِ الغَنَمِ».
وفي رِوايةِ أبي داودَ مِن حديثِ البَراءِ بنِ عازبٍ رَضِيَ اللهُ عنه: «صَلُّوا فيها؛ فإنَّها بَرَكَةٌ»، وهذه رُخْصةٌ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالصَّلاةِ في أماكِنِ تَجمُّعِ الغَنَمِ؛ لأنَّها مَأْمونةُ الجانبِ، ولا تُؤذي أَحَدًا، وفيها بَركةٌ؛ مِن حيثُ هُدوؤُها ولِينُ جانبِها، وقِلَّةُ حرَكتِها.
«ولا تُصَلُّوا في أعطانِ الإبلِ؛ فإنَّها خُلِقَتْ مِن الشَّ@ياطينِ»، قيل: إنَّها خُلِقتْ مِن جِنسٍ خُلِقتْ منه الشي@اطينُ، وقيل: إنَّ منها جِنسًا توالَدَ مِن نَعَمِ الجِ@نِّ ثم اختلَط هذا الجِنسُ بنَعَمِ الإنسِ، وقيل: يجوزُ أنَّها خُلِقتْ في أصلِها من ن@ارٍ كما خُلِقتِ
الج@نُّ من ن@ارٍ، ثم توالدتْ كما توالدتِ الج@نُّ، وقيل: نُسِبتِ الإبلُ إلى الش@ياطينِ لِما في أخلاقِها وطَبائِعها تُشبِهُ الشي@اطينَ كتوحُّشِ حركتِها ونُفرتِها، والعربُ تُسمِّي كلَّ ماردٍ شي@طانًا، وهذا نَهْيٌ صَريحٌ عن الصَّلاةِ في أماكنِ نَومِ الإبلِ.