قصة بنات العطار
#بنات_العطّار_الجزء_الثامن
……عندما ذهب الأمير بدأت ياسمينة تبكي وتشهق فوضع مسعود الخياط يديه على كتفيها وقال لها لا تبكي فهذا الولد لا يستحقك وهو مغرور ويعتقد أنك أحد خدمه ما رأيك ان أزوجك إبني برهان لقد رأيت أنّكما تليقان ببعض فأنتما تحبان الضحك والمرح
مسحت ياسمينة دموعها ولمحت برهان ينظر إليها بإعجاب وفضحت عيناه ما في قلبه لكنها لا تزال تحب الأمير محمود رغم قسوته عليها
لقد فاجئها كلام جارهم مسعود ولم تعرف ماذا تردلكن داوى إهتمامه بها كبريائها الجريح وهي ممتنة له كثيرا بذلك وفي نهاية الأمر برهان ولد لطيف ويهواها
كانت مشاعرها مضطربة وهي بحاجة الآن إلى الراحة لكن تذكرت في هذه اللحظة جارتهم منوبية وتساءلت من أين تعرف الأمير و لمذا لم يرسل القهرمانة كما تعود أن يفعل ؟
رافقها الشيخ إلى دارهم وحين فتح لها إخوتها الباب وجدتهم في أشد القلق عليها وكانت الكبرى تضع رداءا وتهم بالخروج للبحث عنها ولما رأينها صرخن: أين كنت كيف تخرجين دون أن تعلميننا هل أنساك الحب وصيّة أبينا ؟
كانت ياسمينة تنتظر أن يغضب منها أخواتها وهن محقات في ذلك فهي نفسها لا تعرف لماذا تصرفت هكذا ؟
قالت لهن :ليس الآن وقت اللّوم يجب أن نعرف لماذا فعلت جارتنا ذلك ؟
سألنها: أحقا تلك اللّعينة هي التي أخرجتك ؟
اعتقدنا أنك ذهبت إلى القصر لرؤية الأمير فنحن نعرف أنك لم تعودي تطيقين صبرا على فراقه
أجابت: لم يعد الحال كذلك لقد جاء إلى دار مسعود الخياط ولما رآني ألعب مع ولده أخبرني أنه لم يعد يرغب في رؤيتي ولا أي منكن
تساءلت الوسطى: أنا لا أفهم شيئا كيف تلاقيتما في نفس المكان لا شك أن كل ذلك مدبر بعناية ولكن لماذا ؟
نظرت إليها أختها الكبرى وردت يبدو أن الجارة تتجسس علينا وعلمت رغبة الأمير محمود في خطبة ياسمينة فأرادت أن تفوز به لابنتها البائرة
لما سمعت ياسمينة كلام أختها ضربت يدها عل رأسها وقالت: كم أنا حمقاء كيف لم أفكر في ذلك لقد خدعت الأمير وهو فتى لا يعرف كيد النساء
لكن البنات قلن لا شيئ يبرر الإساءة إليك كان عليه أن يتريث حقا لا ندري كيف يحكم المملكة وهو بهذا الطبع السيئ ؟
ردت ياسمينة لم يعد يعنيني شأنه فلقد عرض الشيخ مسعود خطبتي لولده برهان وأنا أفكر أن أقبل فهم جيراننا وبيتهم واسع ولا ينقصهم المال Lehcen Tetouani
فرح إخوتها وأجبن الشيخ صديق أبينا وحكاية هذا الأمير لا نرتاح لها فهو فتى مدلل لا يمكن الوثوق به ومع ذلك صمتنا لأجلك ولكي تنسين حزنك على أمك وما أدرانا أنه الآن مع إبنة الجارة يلعبان في حدائق القصر فرغم قبح لسانها فهي جميلة
ما فكرت فيه البنات كان صحيحا فلقد كانت إبنة الجارة وإسمها نورة تجلس مع الأمير يتحدثان وقال لها أنا أحب الهواء الطلق والصيد ولا أهوى حياة القصور فهناك لا أشعر بالراحة
أجابته البنت: أنا على عكسك يا مولاي أريد أن يحيط بي الخدم والحشم وأكلم الأشراف والملوك وأبتعد عن العامة فهم ناس لا خير فيهم
لما سمع الأمير ذلك تضايق منها فالعامة التي تتكبر عنها هم رعيته وجنده وقت الحرب ثم أن حياة الدعة والترف هو أكثر شيئ يمقته سألها : حسنا هل تلعبين الشّطرنج ؟
أجابت :لا
قال : لا بأس سأضرب على العود
وأنت تغنين
أجابت : لا أعرف الغناء وأنا أكره الشعر والرسم
ما أتقنه هو الاعتناء بزينتي أليس هذا كافيا لبنات الأعيان ؟
نظر إليها ،وسكت لقد كانت بعيدة عن ياسمينة في كل شيء ولم يجد لديها تلك الأشياء الصغيرة الي شدته لبنت صالح وبدأ يحسّ بالندم وقال في نفسه لا شك أنها تكرهني الآن
وهي محقة في ذلك
كانت الجارة في هذه اللحظة تنظر من بعيد وأحست أن لهفة الأمير على ابنتها بدأت تتلاشى وإنتابها القلق حين رجعت إلى الدّار سألتها بغضب ماذا قلت له ؟
فلم يعد مهتما بك كما كان قصت عليها ما حدث فلامتها وصاحت في وجهها : لماذا لم تكذبي عليه فهو لم يعشق ياسمينة إلا لأنها طفلة تحب اللعب والضحك والغناء
عليك أن تفعلين مثلها وإلا تركك
أما أنا فلم ينتهي عملي وشرارتي بعد فيجب علي أن أجد طريقة لينساها ولا يفكر بالرجوع إليها
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم 9 في السطر التالي